ليس هذا الأمر في جوهره التاريخي ببدع في تاريخ جدة. فقد حدثنا ابن المجاور – وهو من أهل القرن الهجري السابع – أنه كان بجدة ( خانات) أي فنادق تؤجر فيها الغرف للمسافرين والحجاج، وأن بها خانين كبيرين متقابلين بمخازن كبار، وفندقاً عظيماً بناه الأمير شمس الدين طنبغا سنة 623هـ.
فهذه المدن الثلاث التي أنشأتها إدارة العين العزيزية هي تجديد واسع النطاق لعملية تلك الفنادق التي كانت قائمة منذ سبعة قرون في نفس البلد.
وقد أحسنت إدارة العين العزيزية بإقامتها، لأنها أنقذت البلد، ورفعت سمعته ومكانته، إلى مصاف المدن الحديثة.. فإن الأفواج التي تفد دفعة واحدة أو دفعاً من الحجاج في موسم الحج المحدود هي أضخم من أن تسعها الفنادق مهما ضخمت أو وسعت أو كثرت. ولا يسعها سوى ( مدن) من هذا القبيل، تحوي كل مرافق المدن الحديثة.. وهو ما نفذته العين العزيزية، جامعة بذلك بين الحسنين، مسترشدة بتوجيهات جلالة الملك الراحل رحمه الله، وبتوجيهات جلالة الملك ( فيصل) أيده الله.