الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد ؛ فكلما مرت السنون، كلما ترسخت أكثر قيمة "وقف الملك عبد العزيز للعين العزيزية"، الذي غيّر خارطة العمران في مدينة جدة جغرافياً وبشرياً، وغدا عاملاً أساسياً من عوامل الاستقرار والتنمية فيها، فقد وفق الله الملك المؤسس - رحمه الله - لتأسيس هذا الوقف الخالد من ماله الخاص، وإيقافه على سكان مدينة جدة وزوارها، وحجاج بيت الله الحرام، عملاً بقول رسولنا الكريم صلّ الله عليه وسلم عندما سُئل عن أفضل الصدقة قال : ( سقي الماء ) ، فأرسى - رحمه الله – دعائم الوقف، انطلاقاً من حرصه على توفير سبل الحياة الكريمة لشعبه، واستجابة لما اقتضته الضرورة من مواكبة التطور، والأخذ بأسباب الحياة المدنية الحديثة.

     ويستمد وقف الملك عبد العزيز للعين العزيزية أهميته - إلى جانب تقديمه الخدمات لحجاج بيت الله الحرام وزوّار مدينة جدة - من تحقيقه التنمية المستدامة للمنطقة، كونه وقفاً خيريّاً ومشروعاً حضارياً يهدف بالأساس إلى بناء الإنسان، وإحياء المكان، وتوطين الاستثمار والتنمية لمدينة جدة برؤية واضحة وأهداف مدروسة، ضمن عمل مؤسسي، يتسم بأعلى مستويات التخطيط والرقابة والدقة في التنفيذ. وبفعل هذا المشروع الكبير أخذت المدينة في التوسع، لتتوسع معها قاعدة المستفيدين من مشروعات الوقف، وتتشعب برامجه، لتعالج جوانب شتى من متطلبات السكان، وتضمن للمنطقة تحقيق النمو والاستدامة.

     ولكوننا في "وقف الملك عبد العزيز للعين العزيزية"، نؤمن بقيمة التعاون والمشاركة المبنيّان على تواصل هادف، فنحن نسعد بالتواصل معكم من خلال هذا الموقع الإلكتروني، ونرحب بأي مقترحات وآراء تسهم في تطوير مشروع الوقف وتدعم أهدافه وبرامجه، وخططه المستقبلية للتوسع، والمنافسة على الريادة عالمياً، في مختلف مجالات العمل الخيري والتنموي، سائلين الله عز وجل لنا ولكم القبول، ولجلالة الملك (عبد العزيز آل سعود) بالرحمة والمغفرة، عن كل نفس شربت، وكل نبتة غرست.

     والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته