صدر قرار مجلس الوزراء بإطلاق اسم (وقف الملك عبد العزيز للعين العزيزية)، على هذا المشروع العظيم ، الذي تم من خلاله حفر الآبار، واستئجار العيون من وادي فاطمة و وادي خليص، ومد خطوط المياه العذبة لمدينة جدة، وإنشاء الخزانات بها، تمهيدا للاستفادة منها وتوزيعها.

     ويجدر بالذكر أن المشروع قد حقق رؤية جلالة الملك عبد العزيز آل سعود –رحمه الله– ونظرته الثاقبة للمستقبل، والمتمثلة في اتساع الرقعة السكانية لمدينة جدة، مصحوبة بتوسع، ونهضة شاملة، في الاستثمارات الزراعية، والصناعية، والتجارية، مما جعل من جدة نقطة جذب للسكان، وهو الأمر الذي يتناسب مع التاريخ العريق للمدينة، كواحدة من أقدم مدن العالم، مما وضع (العين العزيزية)، في مواجهة مستمرة مع التحديات الحديثة، خصوصاً مع تراجع منسوب المياه في (خليص ووادي فاطمة)، مما أدى بعد ذلك إلى تسليم معظم منشآت (العين العزيزية)، لوزارة الزراعة والمياه سنة 1395هـ.

     ولما كان الهدف من (العين العزيزية)، الذي أوقفه الملك المؤسس -رحمه الله–، هو توصيل المياه إلى سكان جدة وزوارها، وتقديم أفضل الحلول، التي تسهم في حل أزمة المياه بالمدينة، فقد صدر الأمر السامي الكريم رقم 276 بتاريخ 14/11/1422هـ ، والذي يقضي بتشكيل مجلس نظارة لوقف الملك عبد العزيز - رحمه الله - للعين العزيزية ، على أن يتولى المجلس وضع السياسات العامة للوقف ، والتي من شأنها أن تحافظ عليه ، وتكفل حقوقه ومصالحه، وتنمي ممتلكاته وأرصدته وتستثمر موارده ، وتقوم بصرفها في مصارفها الشرعية المناسبة للهدف الذي أوقفه لأجله جلالة المغفور له الملك (عبد العزيز آل سعود) رحمه الله.

     كما نص الأمر السامي الكريم على حل إدارة العين العزيزية، على أن تتولى وزارة الزراعة والمياه (في ذلك الحين) قطاع المياه في مدينة جدة، إلى حين إنشاء وزارة المياه والكهرباء. وبعد ذلك تم إنشاء وزارة المياه والكهرباء، ثم أنشئت شركة المياه الوطنية، لتقوم بمهام توزيع المياه في محافظة جدة، وإدارة شبكاتها وصيانتها ، وغيرها من المهام ذات العلاقة، وبموجبه أصبح (وقف الملك عبد العزيز للعين العزيزية)، مؤسسة خيرية ذات شخصية اعتبارية مستقلة، ومقره مدينة جدة، ويتكون من مجلس نظارة، يدير ممتلكات الوقف المالية والعقارية، والإشراف على أنشطته الخيرية تحقيقاً لرسالة الواقف.