أعلى
أثر العين العزيزية
الرئيسية
من نحن
نبذة تاريخية
أثر العين العزيزية

     كان لدخول الماء العذب المعالج ، في أنابيب صحية نظيفة إلى المنازل بشكل دائم ومستمر، محفوظا من التلوث والضياع، وخاليا من الأمراض والجراثيم، عظيم الأثر في تحسين الصحة العامة لسكان جدة، على اختلاف أعمارهم، كما لعب دورا أساسياً في تقليل الأمراض والأوبئة، وخصوصاً مرض الملاريا، الذي تسببه البعوضة الأجميّة (Anopheles)، التي كانت تتوالد في المستنقعات والبرك الراكدة، المتواجدة بكثرة في طرقات جدة، قبل نهضتها الشاملة، والممثلة في مشروع العين العزيزية.

     فكان طبيعياً بعد أن أمن الناس خوف العطش، واطمأنوا إلى استمرارية تدفق سائل الحياة إلى منازلهم، أن تتطلع أنظارهم إلى ما وراء الماء، فقد توسعت المدينة التي كانت قبل مشروع العين العزيزية، محصورة داخل سور مرتفع، لا تتعدى مساحتها ثلاثة كيلومترات مربعة، وامتد العمران عبر جهاتها الأربع، فتم هدم السور الخانق، واستبدلت شوارعها الترابية الضيقة، بشوارع إسفلتية واسعة، تحفها الأشجار ، واتجهت الأنظار إلى الكهرباء، لإضاءة الشوارع والبيوت، بديلاً عن غاز الكيروسين، فدخلت الكهرباء إلى مدينة جدة، بعد دخول ماء العين العزيزية بثلاث سنوات، وكان ذلك عام (1370هـ -1950م) .

     وتبارى الناس في البناء واستبدال البيوت الطينية والخشبية العتيقة، بأخرى إسمنتية حديثة، يسهل البناء فوقها، فظهرت الدور الجميلة، والفيلات، والعمارات السكنية، وقد أصلح طراز البناء، وأصبحت النوافذ تزين مقدمة البيوت، مما يتيح له فرصة للتنفس، وتباعدت الدور بالقدر الذي يسمح بمرور الهواء بينها، على خلاف طراز البناء القديم، وفي البيوت ألغيت الصهاريج التي كانت مرتعاً للفضلات والجراثيم، وحلت محلها الخزانات الإسمنتية المحكمة، والتي تملأ مباشرة من العين العزيزية، وهو ما أدى بعد ذلك إلى تحسن صحة السكان، واستقامة حياتهم.

     كما شهدت التجارة رواجاً هائلاً في جدة، بعد دخول ماء العين العزيزية، حيث أصبحت (كمدينة ساحلية) مفعمة بأسباب الحضارة، التي جذبت لها الأفراد والجماعات من كل حدب وصوب، للسياحة والإقامة، وهو ما كان له أثره في تحرك عملية الإنتاج، والتوسع في بناء المتاجر والمصانع، فتطورت الصناعات الصغيرة، وظهرت الصناعات الكبيرة، خاصة تلك التي يتطلب وجودها توفير كميات كبيرة من الماء لتبريد الآلات، ولاحتياجات العمال، كصناعات الإسمنت والمرطبات والمواد الغذائية والجلود وغيرها، وهو ما دفع الحكومة لإصلاح الميناء الجديد، والقيام بنهضة إدارية في المدينة، فأقيمت شبكة من الطرق الواسعة، كان لها دورها في النهضة الاقتصادية الشاملة حيث سهلت توريد السلع في أقرب وقت ممكن.

     ولكون جدة هي مقر التمثيل الدبلوماسي لدول العالم، فقد توسع قطاع الفنادق والسياحة على مدار العام، بعد أن كان قاصراً على مواسم الحج، كما تواكبت مع النهضة الصناعية، نهضة أخرى علمية، وإعلامية، فقد تركزت الصحافة العربية السعودية في جدة، لتسهم بشكل فاعل في نمو الاقتصاد السعودي، فالاقتصاد معانق لأدوات العلم والإعلام، كما انتشرت المدارس الضخمة، في أنحاء جدة، شاهدة على ما حدث ويحدث في المدينة، من صحوة على جميع الأصعدة، لتظل عين العزيزية بحق، هي هبة جلالة الملك عبد العزيز لأهالي جدة، وليظل الماء دائماً وأبداً هو سر الحياة وجوهر الحضارة.

تواصل معنا
الهاتف: 920021414
الفاكس: 920021616
البريد الإلكتروني:
[email protected]
العنوان البريدي:
ص.ب 196 جدة 21411
المملكة العربية السعودية
العنوان الوطني:
6942 طريق الملك عبدالعزيز فرعي
3432 حي الشاطئ
جدة 23613
المملكة العربية السعودية